المتابعون

الاثنين، 6 أبريل 2020

'' رسالة من زاغرب للشرق الأوسط '' Hrvatska

 وصول كرواتيا لنهائى كأس العالم 2018 هو "أمل" للشرق الأوسط أنه فى يوم من الأيام نستطيع أن نصل للنهائى ولما لا الفوز باللقب
فى يوم من الأيام يستطيع منتخب عربى أو أفريقى أو أسيوى أن يخطط للوصول بعيداً حتى و لم ننجح
لكن الأحلام أصبحت مشروعة و يجب أن يكون هناك مشروع مدروس
دولة بدأت تاريخها الحديث بحروب دامية سنة 1991 بعد أن قررت الأستقلال عن يوغوسلافيا
لقطة قام بها لاعب ميلان الشهير "بوبان" عندما كان يلعب مع دينامو زاغرب الكرواتى
 فى مباراة الديربى مع ريد ستار الصربى فى دورى يوغوسلافيا سنة 1990
أعمال شغب بين الجماهير على ملعب ماكسيمير الكرواتى والجمهور الصربى يردد زاغرب صربية
وتم اعتداء شرطى على مشجع كرواتى قبل أن يتدخل بوبان
بركلة اشعلت البركان المدفون فى الأراضى الكرواتية و أصبح زفونيمير بوبان بطل قومى و بدأت الحرب
دولة مزقتها المشاكل العرقية و قد تأسس الأتحاد الكرواتى لكرة القدم سنة 1992 قبل أن تنال كرواتيا الأستقلال التام سنة 1995
سريعاً شاركت باليورو 1996 بعد أن وصلت لربع النهائى فى انجاز قبل أن تخرج أمام ألمانيا التى فازت باللقب فى النهاية
و نحن حتى اليوم نتحجج فى عدم تطورنا بحروب خضناها و أنتهت فى السبعينات
دولة تعدادها السكانى لا يزيد عن 5 مليون نسمة و بلادنا بالملايين و محترفينا بعدد أصابع اليد
دولة لا تملك أغلى ولا أمهر ولا أحسن لاعب فى العالم
 لا تملك نيمار ولا ميسى ولا رونالدو لكن تملك الجماعية بعناصر أكثر أنضباط و محترفين فى أكبر أندية أوروبا
دولة لا تملك دورى قوى و أشهر فريقين بها لم يعرف بهم غير الكروات و الدول المحيطة
للعلم دينامو زاغرب و هايدوك سبليت القطبين و تقام بينهم مباراة يطلق عليها الديربى الخالد و لم يسبق لأى منهم الفوز بلقب أوروبى رسمى
و اليوم يصل هذا المنتخب لنهائى كأس العالم فى اعجاز كروى غير مسبوق لأوروبا الشرقية عامة
هذه الدولة لم تتحجج بالحروب و التفكير فى أسباب الأخفاق و أختراع أسباب للهزيمة و لكنهم أجتهدو و أرادو أن يُرفع اسم بلدهم عالياً
يقول لوكا مودريتش الطفل اللاجئ فى حرب البلقان الأهلية أن هذه الحرب هى من صنعته اليوم
و فى أول مشاركة للمونديال 1998 وصلو لنصف النهائى فى مواجهة فرنسا صاحبة الملعب
هذا ما فعله سوكر هداف المونديال مع زملائه
و أحرزو المركز الثالث على حساب هولندا بعد الفوز بنتيجة 2-1
كرواتيا منذ الأستقلال شاركت فى كأس العالم 5 مرات و شاركت فى أمم أوروبا 5 مرات
و هذا كان أكثر من كافى لأعتبار أن هذه الدولة ناجحة فى مجتمعاتنا العربية و لكنهم لم يكتفو
و اليوم كرواتيا تصل لأن تصبح وصيف العالم
وصافة تُحيى الأمال فى أن البلاد الصغيرة بالعمل و التعب و الجُهد و الأصرار ستصل فى يوم من الأيام
وصافة تُحطم كل الأسباب المنطقية للفشل نابعة من حب الوطن
وصافة تستطيع من خلالها فى يوم من الأيام أن تحرز أغلى لقب فى العالم
فلنستفيد من التجربة الكرواتية و نتعلم الدروس و نبحث بدقة فى أسباب نجاحهم و نطبق أفكارهم و عقليتهم فى حدود إمكانياتنا
و نعرف لماذا نجحت كرواتيا ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق